قصص واقعية رومانسية كامله حزينة جدا ومؤثرة
قصص واقعية رومانسية
وقف وائل حائرا أمام إحدى محلات الملابس الحريمي لا يدري ماذا يشتري وهل سيعجبها زوقه ، فلقد أعجبه ذلك الثوب الأحمر كثيرا حينما رآه منذ ثلاثة أشهر ، و لكنه كان باهظ الثمن فأدخر مرتبة لثلاثة أشهر حتى يستطيع شرائه ولكنه الآن وقف حائرا لا يدري هل سيعجبها زوقه ؟
لقد أخبرته كثيرا بأنها تتمنى أن ترتدي ثوب سهره احمر اللون ولكن والدها يرفض بشدة فابتسم بحزن وهو يتذكر ابتسامتها الرقيقة ثم همس لنفسه قائلا: هل ستسامحينني يا حبيبتي فلم أكن اقصد أهانتك أبدا ,فلقد كانت حبيبته علا غاضبه منه وناقمة علية منذ أن تركها وحيدة تنتظره في ذلك اليوم منذ ثلاثة أشهر مضت .
وهنا تذكر أخر مكالمة تليفونية منها وهي تخبره بأنها تريده أن ينتظرها في مكانهم المعتاد ، فهناك عريس أخر ووالدها يصر علية ولن تستطيع الرفض أكثر من ذلك ، فالجميع بدءوا يشكون في أمرها تذكر صوتها الحزين وهي تقول برجاء:
– لابد أن نتكلم يا وائل لماذا لا تريد أن تتقدم لخطبتي ؟؟فهل أنت لا تحبني ؟
وهنا قاطعها وائل بثورة: ماذا تقولين يا علا فأنتي تعلمين بأنني احبك ولا أستطيع العيش بدونك يا حبيبتي.
وهنا تنهدت بقوة قائلة:
– فلماذا لا تتقدم إذا لطلب يدي وتريحني من القيل والقال مع عائلتي
وهنا صمت وائل ولم يرد عليها ,لا يدري ماذا يقول ، فهو يحبها بشدة ويخشاها كالموت في نفس الوقت ،يحبها بكل جوارحه ويخاف منها كمرض معدي ، فكيف سيثق فيها ويأتمنها على بيته وأولاده في غيابه,وهي التي سمحت له بلمس أناملها يوما والهمس بأذنيها ,والخروج معه بدون علم أسرتها وربما الكذب عليهم من أجل أن تلقاه ، في أحد المتنزهات وتساءل بألم هل يستطيع أن يقبل بهذا و هو رجل شرقي ؟
وهنا صرخت علا في التليفون قائلة :
– لماذا لا ترد يا وائل ، هل ستأتي لنتحدث في الموضوع و نحدد موعد لمقابلة أسرتي فهذه أخر فرصة يا وائل صدقني ,إن لم تأتي في الموعد سأعرف الحقيقة ,بأنك كنت تتسلى وترفض الزواج مني كما أخبرتني أختي وفاء ,ثم أغلقت السماعة بعنف في وجهه ,وتركته حائرا لا يدري ماذا يفعل ؟؟ أيذهب في الموعد أم يتخلى عنها ويرحل للأبد و اقترب الموعد ، ولكنه لم يستطع التخلي عن أفكاره السيئة تجاهها وتركها وحيدة .
فلم يذهب إليها ,تركها وائل تنتظره في نفس المكان والميعاد لساعات ,وبعدها رحلت علا بعد أن فهمت كل شيء لقد كان وائل يخدعها باسم الحب ,لقد كان يتسلى معها , لقد كانت مجرد لعبة رخيصة لا قيمة لها رحلت وهي منهارة ومرت ثلاثة أشهر ووائل يفكر وأخيرا اتخذ قراره ، فهو لن يستطيع العيش بدون عينيها السوداء وقرر أن يذهب إليها و يطلب منها السماح والغفران ويقابل أسرتها ليتقدم لطلب يدها ,وها هو يقف أمام محل الملابس ليشتري لها ذلك الثوب باهظ الثمن ,احمر اللون كما تمنت حبيبته يوما.
اشترى الثوب ثم ذهب إلى بيت حبيبته , ولكنه وجد صوان العزاء أمام بيتها فسقط الثوب من يده عندما علم من شقيقتها وفاء , بأن شقيقتها علا لم تتحمل ألم الفراق عنه، فقامت بالانتحار شنقا في غرفتها,وأخبرته وفاء بشماتة وحقد بأن شقيقتها علا تركت له تلك الرسالة عند موتها فقراء وائل الرسالة بلهفة والدموع تملا عينيه ،( انتظرني كل يوم عند منتصف الليل سأعود من أجلك فأنا عائدة )
رحل وائل حزينا يشعر بالتوتر والألم على فقد حبيبته ، يشعر بأنه السبب لموتها بتلك الطريقة البشعة,وعند منتصف الليل,و بعد دقات الساعة الثانية عشر ,سمع صوت صرخة عالية لامرأة تتألم ثم صوت شيء يتحطم وكأن هناك عظم يتكسر , فقام مفزوعا من فراشة يتلفت حوله ، بفزع ولكنه لم يجد شيئا أو يسمع أي صوت , استمر وائل على تلك الحالة لمدة ثلاثة أشهر على التوالي ,صرخة لامرأة ثم صوت عظام تتهشم في نفس الموعد بعد دقات الساعة معلنه الثانية عشر ,بعد منتصف الليل بلحظات .
لم يعد وائل يتحمل كل هذا الضغط العصبي ,والتوتر الشديد و شعوره بالذنب فهو يعلم بأن تلك الصرخة هي لحبيبته علا وقت موتها ولكنه لا يعرف ماذا يفعل الآن لتسامحه وتبعد عنه ، فقرر أن يتحدث معها في تلك الليلة وقبل منتصف الليل بلحظات وقف وائل في منتصف الغرفة مناديا باسمها وطلب منها أن تسامحه وتتركه وترحل بسلام فهو لم يعد يتحمل وأوشك على الجنون,وهنا سمع خطوات تقترب ببطيء من الغرفة المجاورة ,فأسرع وفتح باب الغرفة وهنا شاهد الحبل المتدلي من سقف الغرفة , ونظر وائل فوجدها تجلس على احد المقاعد وتبتسم ترتدي ثوبا احمر للسهرة .
وتشير بيديها إلى الحبل ,فلم يشعر وائل بقدميه وهي تجره إلى منتصف الغرفة وهو ينظر لها ,فلقد كان يعلم جيدا ما يجب علية فعلة فلقد عادت علا من أجلة ولن ترحل بدونه ، فوقف على ذلك المقعد ولف الحبل المتدلي من السقف حول رقبته بقوة , ثم دفع المقعد بقوة من تحت أقدامه و هو مازال ينظر إليها وهي تبتسم فتحطمت عظام رقبته بصوت عالي و هو يتذكر كلماتها بالرسالة ” سأعود من أجلك فأنا عائدة ”
شكرا على تعليقك